الأربعاء، 23 أغسطس 2017

وقفه مع كتاب العرب من وجهة نظر يابانية







لايخفى احد ان اليابان من الدول المتقدمة في نواحي الثقافية والتنموية والاقتصادية وهناك فرق كبير بينها وبين دولنا في العالم الثالث وكثير مانتساءل عن سر تقدمهم فكيف ان جاء شخص ياباني وعاش سنوات بين العرب وبمختلف طبقاتهم الاجتماعية ! ويترجم كتبنا العربية الى اللغة اليابانية ويكتب لنا وجهة نظره لعالمنا العربي ويشخص الخلل بعيون منتقدة بهدف علاج الخلل لابهدف التهجم على العرب !
ففي كتاب العرب من وجهة نظر يابانية يكتب لنا الياباني نوبواكي وجهة نظرة عندما عاش وتنقل في بعض البلدان العربية
عن العرب ومايوجد من فروقات بينهم وبين اليابانيين ومن بداية الكتاب يكتب احد الامور التي لفتت انتباهه واثارت دهشتة
هو ان السائق يختار الركاب حسب المكان الذي يريد يوصل اليه وليس العكس فالمتعارف عنه في اليابان الركاب يختارون السائق ويخبروه بالوجهة التي يريدون ان يصلوا اليها .
كما يذكر كثير مايستمع عن طريق الراديو والتلفزيون ويقرأ في الجرائد العربية عن مفاهيم الاسلام والديموقراطية وحقوق الانسان
لكنه نادراً مايجدها مطبقة في الشارع !
 فيجد طوابير من الناس تقف في مؤسسة حكومية بانتظار اكمال معاملتها وينتظرون في الشمس الحارقة بينما يجد الموظفين متكاسلين بعملهم ولاينجزون المعاملات الا عن طريق الرشاوي والواسطات ويجد ان التوتر والاختناق كبير جداً في الشوارع العربية
ويلاحظ غياب تام للعدالة الاجتماعية ومنها فرض رقابة على الكتاب ومنع نشر كتب واغلبها لكتاب عرب من نفس الدولة
::
يقول نوبواكي في كتابة _العرب في وجهة نظر يابانية /
نحن اليابانيون نفهم القاء القنبلة الذرية على مدننا مقترناً بأخطاءنا التي ارتكبناها في الحرب العالمية الثانية وقبلها
ونجحنا في تصحيح اخطاءنا ووصلت اليابان الى ماوصلت عليه اليوم
لا ازال اذكر عندما انتهت الحرب العالمية الثانية كنت في عامي الخامس ورأيت اليابان مهزومة وعشنا الفقر
والجوع والحرمان ,وطوكيو دمرت حيا حيا شارعا شارعا لكننا استفدنا من تجربتنا وصححنا اخطائنا
وعندما زرت البلدان العربية وجدت تهميش كبير للمواطن وقمع حريات الرأي واهمال الموهوبين والمخلصين فتساءلت
متى يشعر الناس العرب بالشعور بالمسؤولية ؟
متى يستفيدون من تجاربهم ؟
وينتقدون اخطاءهم ويصححوا مسارهم؟
كما يذكر الكاتب الياباني الفروق مابين اليابان والعرب منها:
ان العلاقة مابين اليابانيين اصبحت ضعيفة فالفرد الياباني منطو على نفسه ومنكمش تجاة الاخرين بعكس البلدان العربية حيث يهتمون بالاخر ويعتبروة موجود.
ويذكر مفهوم الكرامة العربية مرتبط بالسمو والنبل والكرم والشرف والاحترام والتقدير والجلال والمشاعر النبيلة
فمفهوما موسع ولايشمل معنى واحد
::
ويتحدث عن بلوى القمع ويقارن بي اليابانيين والعرب من حيث القمع
 ويبين كلاهما تعرضوا للقمع لكن الفرق ان اليابان استفادوا من تجاربهم وتحملوا مسؤولياتهم تجاه انفسهم
وللوطن ولايزالون يحاولون التخلص من رواسب القمع بشكل نهائي
بينما العربي لايزال يعاني من القمع واثارة في مختلف الأصعدة
ويبن هناك خوف من الانظمة في البلدان العربية بينما في اليابان هناك خوف من الزلازل والاسلحة النووية وكلا الخوف الذي يعاني منه العربي او الياباني لابد من مواجهته!
لكن في العالم العربي هناك من يهدد الاخرين من اجل منفعته حيث يقدم المصلحة الفردية على مصلحة المجتمع
وكذلك من ناحية عدم اهتمام الفرد بالملكيات العامة ونظافتها بعكس اليابانيون !
::
يذكر الكاتب الياباني الفرق في تطبيق القانون مابين العرب واليابان ففي اليابان يجري القانون على الجميع 
حتى رئيس مجلس الوزراء والصحافة والاعلام تلعب دور رئيسي في تطبيق القانون
بينما في البلدان العربية يطبق القانون فقط على المواطن الفقير وقليل مانجد دور كبير للصحافة !
ومن الفروق كذلك الحاكم العربي يخاطب الشعب بلهجة عاطفية ابوية كأن يقول يا ابنائي ويا اخوتي بينما في اليابان لايسمح لذلك فالحاكم اب في بيته فقط اما خارج البيت فله احكام وقوانين وواجبات يجب ان يتقيد فيها ولايعامل الشعب كأبناء ويسيطر عليهم كما يحصل للعرب
::
ويذكر نصيحة جوهرية للكاتب العربي ان يقف الى جانب اشعب وضد القمع ويكون صوت الحرية ومن الكتاب العرب الذين كانوا بصف شعبهم غسان كنفاني حـيث حقق في كتاباته مستوى رفيع من تحمل المسؤولية
::
الالمانيون واليابانيون كلاهما تعرض لتجربة مماثلة لتدمير والقتل والقمع اضافة الى النهوض واعادة اعمار ارضهم
وقد يكمن السر كلاهما يعانون من عقد فالالمان يعانون من عقدة التفوق حيث لديهم شعور انهم مبدعون اكثر من الشعوب الاخرى
اما اليابان بالعكس يعانون من عقدة الشعور بالدونية  وهذه تعتبر اشد خطراً وفي النهاية انتصر اصحاب هذه العقدة وتفوقوا على اصحاب العقدة التفوقية اما العرب فيعانون من عقدة الشرف فهم يخافون مما يعرف بالعار.
::
في اليابان يترك المعلم تلاميذة في احد الامتحانات ليجيبوا على ورقة الامتحان من غير رقيب حيث الثقة تعتبر شيء مقدس عندهم
وان حصل وغش احد الطلاب فيعتبروه خائن للثقة ولا احد فيهم يريد ان يحصل لقب "خائن الثقة"اما في البلدان العربية
هناك غياب للثقة في العلاقات الاجتماعية ولا ابالغ ان قلت بعض الاباء يستعملون القوة مع ابناءهم 
لكي يقوموا بشيء ما لانهم لايثقون بهم انهم سيفعلونه من غير قوة.
وكثير مانلاحظ الرشوة وتصوير بعض الكتب من غير حقوق ونسخها كل هذا لايوجد في اليابان
اما في كرم الضيافة فالعرب سباقون في ذلك مقارنة مع اليابانيون والسبب هو التربية والقيم المجتمع
وكذلك في مسأله الضيف ففي العالم العربي يأتي بأي وقت اما باليان فلايأتي لا مع موعد مسبق
فالضيافة العربية اشبة بالمعبد الياباني
::
يتكلم الكاتب عن القضية الفلسطينية ويذكر ان مسأله فلسطين تخص العالم بكله ووجد ان يحلها ولاتقتصر فحيب على الشعب الفلسطيني او العرب وانما العالم اجمع ويذكر قصة حصلت له عندما زار مخيمات اللاجئين وجدهم لايزالون يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي دمرها الاحتلال لانهم لايزالونيؤمنون انهم لن يبقوا بالمخيمان وانما سيعودون يوما ما !
ويذكر ان الكثير من اليابانيون والغرب تعرفوا على الفلسطينين وتعاطفوا مع قضيتهم عن طريق روايات الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني
الذي وفق عن طريق كتاباته نشر قضية بلادة

::
يعرض لنا الكاتب ماتعلمة من حياة البدو في العالم العربي حيث عاش هناك فترة كبيرة ولاحظ
تضليل اعلامي كبير تجاة حياتهم منها البدو يعيشون في خيمة لانهم يعتقدون انه لايجب ان
 يفصلهم شيء مع الطبيعة ويواجهون الخواطر والظروف وجهاً لوجهة من غير جدار او سقف
ويكون لديهم شعور بعدم الملكية لشيء كونهم غير مستقرين يهاجرون بحثاً عن الماء والعشب
وحصلوا على روح ابداعية نتيجة تجربتهم في المكان الصحراوي
ويحققون حكمة عظيمة وهي تحقيق كل مايحتاجون اليه من غير اسراف او هدر
حياة البدو تجعلنا ندرك كم ان حياتنا استهلاكية ولابد من مراجعة ذلك
ومفهوم الخير يختلف عند البدو فالخير عندهم هو المطر وهو امنيتهم القصوى
والصبر يطلبوه من الله ليحققوا اقصى نتائج الجهد
اما الحيلة تعني الترتيب والتدبير والتطبيق
المستقرون يبحثون عن الكمية اما البدو يبحثون عن الكيفية
البدو يسأل كيف ؟اما المستقر يقول كم؟

الوقت عند البدو يختلف جداً حيث لايشعروا بمرارة  ضياع الوقت او بطئ الزمن مثلنا
وقتهم الخاص حين تنمو الاعشاب وترعى الغنم
ويعيش كل يوم كأنه يوم جديد ليس مثلنا كمدنين ايامنا مرتبطة ببعض ومكملة للايام الاخرى

لابد لنا ان نقر بان من لايعرف ان يقرا او يكتب ليس جاهلا فالبدو في الصحراء يتأملون في حياتهم ويتساءلون عن اسرار الموت والحياة
وهذا هو الفلسفة لابد لنا ان نستمع الى فلسفة الصحراء لان فلسفتنا نحن المتمدنين تسير في طريق مسدودة
فالصحراء هي المكان الذي يواجهة الانسان نفسة ويكشف قيمته دون ان يستطيع ان يهرب من هذه المواجهة

الصحراء هي مكان الوحدة ولكن الوحدة هذه تختلف جذريا عن مفهوم الوحدة في اليابان حيث المكان يكتظ بالينابيع .نحن نحتاج الى قوة الروح لكي نتحمل الوحدة في الصحراء وربما الضب يكون مناسبا لتكلم عن الوحدة في جحرة
الصحراء مكان عقيدة بأمتياز ففيها يملأ الله وجود المكان فالبدو يقولون اطلب اللبن من الناقة واطلب الولد من زوجتك ولكن لايطلب الماء الا من الله


في اليابان تعاني الروايات من الركود مقارنة بالعالم العربي وقد يكون السبب ان المجتمع الياباني
نضج قليلا وفقد حيويته وجوعه للاشياء فلا يوجد تحدي كونه مجتمع شبعان
وعندما يتم الطلب للادب كمتعة لايمكن ابداع ادب
وكذلك بالنسبة لشعر والقصة القصيرة

وبيئة اليابانيون هادئه ويخفي الفرد انفعالاته داخلة بعكس العربي ممكن يترجم مشاعرة كشعر او خاطرة او قصة



وهنا انتهت اطروحاتي لهذا الكتاب الجميل والمثمر وانصح بقراءته 

Share:
اقرء المزيد